لو قلنا أنهم يعيشون حالة اليأس، يعني: يدركون أنه ليس بالإمكان بالفعل التحرك بشكل صحيح وسليم لإقامة دين الله -سبحانه وتعالى- والالتزام بتعليماته، وأن نبني واقعنا ومسيرة حياتنا على أساسه كأمةٍ مستقلة، لا نفوذ لأعدائها فيها، ولا سيطرة لأعدائها عليها، ولكنهم مع إدراكهم لهذه المخاطر والتحديات يائسون، يعني: يعتبرون أنه ليس بمقدورنا أبداً أن نتحرك، وأنه لا يمكننا أبداً أن ننجح في أن نتحرك حركةً على ضوء الاقتداء برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، فنسعى لأن نبني واقعنا كأمةٍ مسلمة مستقلة تلتزم بتعليمات هذا الدين، وتسير على أساس هدي هذا الدين، وأنَّ حجم التحديات في هذا الزمن يحول دون ذلك، فهذا اليأس هو- بحد ذاته- أمرٌ خطيرٌ على المستوى الإيماني والديني؛ لأنه ينطلق من واقع المقارنة بيننا وبين الآخرين، بيننا وبين خصومنا، بيننا وبين أعدائنا، ويلغي- في نفس الوقت- حساب الله -جلَّ شأنه-، ولا يأخذ الدرس أيضاً من مسيرة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ومن حركته، أنه عندما انطلق وتحرك لم يكن يعتمد اعتماداً رئيسياً وكلياً على الإمكانات المادية، لا على العدد، ولا على العدة، وأنه انطلق م
اقراء المزيد